کد مطلب:168042 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:231

وهب بن وهب (ابن الحباب الکلبی)
روی الشیخ الصدوق (ره) فی أمالیه یصف وقائع حرب یوم عاشوراء وتتابع أصحاب الامام الحسین علیه السلام فی الخروج إلی البراز قائلاً: (وبرز من بعده [1] وهب بن وهب، وكان نصرانیّاً أسلم علی ید الحسین علیه السلام هو وأمّه، فاتّبعوه إلی كربلاء، فركب فرساً وتناول بیده عود الفسطاط (عمود الفسطاط)، فقاتل وقتل من القوم سبعة أو ثمانیة، ثم استوسر فأُتی به عمر بن سعد لعنه اللّه، فأمر بضرب عنقه، ورمی به إلی عسكر الحسین علیه السلام، وأخذت أمّه سیفه وبرزت! فقال لها الحسین علیه السلام: یا أمّ وهب، إجلسی فقد وضع اللّه الجهاد عن النساء، إنّك وابنك مع جدّی محمّد (ص) فی الجنّة.). [2] .

ویبدو أنّ العلاّمة المجلسی (ره) یری أنّ وهب هذا هو نفسه: وهب بن عبداللّه بن حباب الكلبی، لنقراء هذه الفقرة من مقتل البحار:

(ثُمّ برز من بعده [3] وهب بن عبداللّه بن حباب الكلبی، وقد كانت معه أمّه یومئذ.


فقالت: قم یا بُنیّ فانصر ابن بنت رسول اللّه!

فقال: أفعل یا أُمّاه ولاأقصّر!

فبرز وهو یقول:



إنْ تنكرونی فأنا ابن الكلب

سوف ترونی وترون ضربی



وحملتی وصولتی فی الحرب

أدرك ثاءری بعد ثاءر صحبی



وأدفع الكرب أمام الكربِ

لیس جهادی فی الوغی باللعبِ



ثمّ حمل فلم یزل یقاتل حتّی قتل منهم جماعة، فرجع إلی أمّه وأمرأته، فوقف علیهما فقال: یا أمّاه أرضیتِ؟

فقالت: ما رضیتُ أو تقتل بین یدی الحسین علیه السلام!

فقالت إمرأته: باللّه لاتفجعنی فی نفسك!

فقالت أمّه: یا بُنیّ لاتقبل قولها، وارجع فقاتل بین یدی ابن رسول اللّه فیكون غداً فی القیامة شفیعاً لك بین یدی اللّه.

فرجع قائلاً:



إنّی زعیمٌ لك أُمَّ وَهْبِ

بالطعن فیهم تارة والضربِ



ضرب غلام مؤمنٍ بالربّ

حتّی یُذیق القوم مُرَّ الحربِ



إنّی امرؤٌ ذو مرَّة وعصبِ

ولستُ بالخوّار عند النكب



حسبی إلهی من علیم حسبی

فلم یزل یقاتل حتّی قتل تسعة عشر فارساً وإثنی عشر راجلاً! ثمّ قُطعت یداه، فأخذت امرأته عموداً وأقبلت نحوه وهی تقول: فداك أبی وأمّی! قاتل دون الطیّبین حرم رسول اللّه. فأقبل كی یردّها إلی النساء فأخذت بجانب ثوبه وقالت: لن أعود أو أموت معك! فقال الحسین علیه السلام: جزیتم من أهل بیت خیراً! إرجعی إلی النساء رحمك اللّه.




فانصرفت، وجعل یُقاتل حتّی قُتل رضوان اللّه علیه، قال فذهبت امرأته تمسح الدّم عن وجهه، فبصر بها شمر، فأمر غلاماً له فضربها بعمودٍ كان معه، فشدخها وقتلها، وهی أوّل امرأة قتلت فی عسكر الحسین.

ورأیت حدیثاً أنّ وهب هذا كان نصرانیّاً، فأسلم هو وأمّه علی یدی الحسین، فقتل فی المبارزة أربعة وعشرین راجلاً وإثنی عشر فارسااً، ثمّ أُخذ أسیراً، فأُتی به عمر بن سعد فقال: ما أشدّ صولتك!؟ ثمّ أمر فضربت عنقه، ورمی برأسه إلی عسكر الحسین علیه السلام، فأخذت أمّه الرأس فقبّلته، ثمّ رمت بالرأس إلی عسكر ابن سعد، فأصابت به رجلاً فقتلته! ثمّ شدّت بعمود الفسطاط، فقتلت رجلین! فقال لها الحسین علیه السلام: إرجعی یا أمّ وهب، أنت وابنك مع رسول اللّه فإنّ الجهاد مرفوع عن النساء. فرجعت وهی تقول: إلهی لاتقطع رجائی! فقال لها الحسین علیه السلام: لایقطع اللّه رجاكِ یا أمّ وهب.). [4] .

ونقل السیّد إبراهیم الزنجانی یقول: (وقیل إنّ وهب كان عمره خمساً وعشرین سنة، وإسم زوجته هانیة، وكان لها سبعة عشر یوماً منذ عرسه، وله عشرة أیّام منذ دخل فی دین الاسلام علی یدی الحسین علیه السلام من المنزل الثامن: الثعلبیة فی طریق كربلاء..). [5] .


[1] أي: من بعد يزيد بن زياد بن مهاصر - أبي الشعثاء الكندي (رض)-.

[2] أمالي الصدوق: 137، المجلس 30، حديث رقم 1.

[3] أي: من بعد برير بن خضير الهمداني (رض).

[4] البحار: 45 :16-17.

[5] وسيلة الدارين في أنصار الحسين:202.